التاريخ بالأدلة والوثائق
البطل الشهيد ديدوش مراد

ولد البطل ديدوش مراد يوم 13 جويلية 1927 بحي لارودوت ( الذي سمي باسمه بعد الإستقلال ، المرادية ) بالعاصمة ، وسط عائلة متواضعة تنحدر من قرية إبسكرين ببلدية أغريب (ولاية تيزي وزو) ،
تفوق في دراسته و نال شهادة التعليم المتوسط سنة 1942 ، لكن كرهه للمستعمر دفعه للإنخراط في حزب الشعب الجزائري و عمره لم يتجاوز 16 سنة ، أسس فرع الأمل للكشافة الإسلامية الجزائرية و فريق السريع الرياضي للجزائر و عمره 20 سنة ، تعرض للإعتقال أثناء تحضيره للإنتخابات لكنه استطاع الفرار من المحكمة رغم الحراسة المشددة
كان ديدوش مراد ( إسمه الثوري سي عبد القادر ) من أقرب الناس إلى البطل مصطفى بن بولعيد رحمه الله ،
ساهم في تأسيس المنظمة الخاصة (OS) التي كانت تهدف إلى التحضير لثورة التحرير المباركة ، ثم كان من بين المؤسسين للجنة الثورية للوحدة و العمل ( CRUA ).
بعد عودته من فرنسا مع البطل محمد بوضياف رحمه الله ، اللجنة الذي انبثقت عنها جبهة التحرير الوطني ، وضمن مجموعة الست التاريخية ( رفقة الأبطال مصطفى بن بولعيد، العربي بن مهيدي ، محمد بوضياف ، رابح بطاط و كريم بلقاسم ) ،
كان البطل ديدوش مراد من محرري بيان أول نوفمبر ، و عين قائدا للشمال القسنطيني ، الذي سيصبح الولاية الثانية التاريخية بعد مؤتمر الصومام ، الوضع في المنطقة كان صعبا جدا ، بسبب النزاع الذي كان يسيطر على الساحة السياسية آنذاك بين شباب جبهة التحرير الوطني و أنصار فرحات عباس ، الذي لم ينظم رسميا إلى الثورة إلا في سنة 1956 بعد ان أقنعه عبان رمضان بحلّ حزبه و الإلتحاق بجبهة التحرير الوطني ،
قاد البطل ديدوش مراد عدة عمليات بالمنطقة و عمل على تجنيد الشباب و تنظيم صفوف الثورة ، بمساعدة إبن المنطقة و ذراعه الأيمن البطل زيغود يوسف رحمه الله, أهمها هجومات الفاتح من نوفمبر, ومعركة بوكركر.
إستشهد البطل ديدوش مراد يوم 18 جانفي 1955 بمعركة دوار الصوادق بأعالي سمندو شمال قسنطينة ، و عمره لم يتجاوز 28 سنة ، و كان أول من استشهد من القادة التاريخيين ،
تقول الرواية أنه قاد المعركة رفقة البطل زيغود يوسف ، طلب زيغود من ديدوش الإنسحاب لكي يقوم بتغطيته ، فرفض ديدوش ذلك و أمر زيغود بالإنسحاب ، ليستشهد رحمه الله تعالى ،
و ينجو زيغود و يصبح قائد المنطقة الثانية ……. حتى استشهاده هو بدوره رحمه الله تعالى ، إستشهد ديدوش و هو في عز الشباب ، تاركا مقولته التاريخية :
” إذا استشهدنا أحيوا ذاكرتنا …… ”
رحمه الله تعالى و أسكنه فسيح جناته ، و تقبله عنده من الشهداء ، و جمعنا به في فردوسه الأعلى مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين ، و حسن أولائك رفيقا ……..
بعد الإستقلال ،سميت بلدية ديدوش مراد بإسمه سنة 1971 م ( تقع حوالي 13 كم شمال قسنطينة ) بعد ما كان اسمها Bizot في الفترة الإستعمارية ، كما سمي باسمه أحد أكبر شوارع العاصمة ، و العديد من المدارس و المؤسسات
هذا هو البطل ديدوش مراد رحمه الله تعالى ، أسد من أسود شعبنا ….. كي لا ننسى
حرر من طرف الباحث معمر أمين
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur.