مصير بقايا الهلاليين
أما من تبقى من هؤلاء الأعراب الهلاليين في المغرب الأوسط أي الجزائر بعد هذا التاريخ أي سنة 584 هجري (1189م) هم :
- قبيلة زغبة الهلالية الخاضعة الطائعة للأمازيغ بعد خيانتها لأعراب بنوهلال و جشم و الخلط تماما مثل بنوسليم التي خانت بنوهلال لأن قبيلة زغبة و بنوسليم وقفوا في صف أسيادهم الموحدين ضد إخوانهم الأعراب الذين انضموا لصفوف أمازيغ بنوغانية أعداء الموحدين.
- كذلك تبقى في المغرب الأوسط بعض الفرق من رايح أهمها الذواودة التي عادت من المغرب الأقصى و السعيد و فرقة إسمها الأخضر نسبهم ابن خلدون في رياح هؤلاء,
- بعض الفرق من الأثبج أهمها فرقة دريد و كرفة و كل هذه الفرق من بقايا أعراب بنوهلال في المغرب الأوسط و إفريقية خاصة من رياح, و الأثبج ستتعرض بدورها للإبادة و النفي و التشريد على يد الأمازيغ مستقبلا و سنتكلم عليهم بكل التفاصيل في الأجزاء المتبقية.
لكن في هذا الجزء سنتمم الحديث عن مصير أعراب بنوهلال و جشم و الخلط الذين تم نفيهم للمغرب الأقصى علما أنهم يمثلون نصف الأعراب الداخلين لشمال إفريقية , فما الذي حل بهؤلاء يا ترى ؟
بزوغ بنو مرين كقوة ناشئة واستمرارهم في طرد بقايا الأعراب
فأما أعراب رياح الذين تم نفيهم لبلاد الهبط و أزغار فلقد مكثوا أقل من 50 سنة تقريبا في تلك المواطن ثم بدأت عملية القضاء على هؤلاء الرياحيين الهلاليين في سنة 637 هجري من طرف قوة أمازيغية ناشئة جديدة إسمهم بنومرين الأعداء الجدد لدولة الموحدين .
و سبب هذه الإبادة كون رياح ساهمت بجانب أسيادهم الموحدين و حتى قبيلة بنو عسكر من أمازيغ بنو مرين في حرب قبيلة بنو حمامة من أمازيغ بنومرين.
بل تسببوا حتى في قتل شيخ بنو حمامة من بنومرين إسمه عبد الحق بن محيو بن أبي بكر بن حمامة و ابنه إدريس و ذلك في سنة 614 هجري.
الأمر الذي فتح أبواب الجحيم على هؤلاء الأعراب الهلاليين من رياح, لأن بنو حمامة من بنومرين هؤلاء سيؤسسون هم كذلك دولة عظيمة جدا تعتبر من أقوى الدول الإسلامية في العالم.
فأقسم هؤلاء المرينيين قسما غليظا على الإنتقام من هؤلاء الأعراب من رياح و تم ذلك فعلا بعد قتلهم لأكثرية رياح الهلاليين (وثيقة 05).
و كان ذلك كما قلت سابقا في سنة 637 هجري بقيادة عثمان بن عبد الحق بن محيو المريني (وثيقة 06).